دكتور زغلول النجار: العالم الإسلامي ومبدع العلوم الأرضية

يُعد دكتور زغلول النجار واحداً من أبرز العلماء المصريين والعرب في مجال الجيولوجيا والعلوم الأرضية، وله مكانة علمية بارزة في الساحة العربية والإسلامية. عرف بتفانيه في البحث العلمي وشرحه للمفاهيم العلمية بأسلوب مبسط يجمع بين العلم والدين، مما جعله جسراً مهماً بين المعرفة العلمية والفكر الإسلامي.

النشأة والتعليم والمسيرة العلمية

وُلد د. زغلول النجار في جمهورية مصر العربية، حيث تميز منذ سنواته الأولى بحب الاستطلاع العلمي والرغبة في فهم أسرار الكون والحياة على الأرض. حصل على درجات علمية متقدمة في مجال الجيولوجيا، حيث تخصص في دراسة طبقات الأرض، والظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، وكيفية تشكل القارات والمحيطات عبر العصور الجيولوجية.

بدأ مسيرته الأكاديمية في الجامعة المصرية، ثم حصل على منحة دراسية أكمل فيها دراساته العليا، وحصل على الدكتوراه في علوم الأرض من إحدى الجامعات العالمية المرموقة. عاد بعدها إلى مصر ليعمل كأستاذ في الجامعة، وكرّس جهوده لتعليم الأجيال الجديدة والبحث العلمي.

إسهاماته في مجال العلوم الأرضية

كان د. زغلول النجار من أوائل العلماء العرب الذين ساهموا في دراسة جيولوجيا المناطق العربية والإسلامية، إذ عمل على تحليل تكوينات الصخور، ودراسة المناطق البركانية، والزلازل التي تؤثر على البلدان العربية. وتعد أبحاثه في تفسير الظواهر الجيولوجية من خلال المنظور العلمي الحديث مساهمة كبيرة في إثراء المحتوى العلمي العربي.

بالإضافة إلى ذلك، شغل منصب مستشار علمي في عدة جهات حكومية ومؤسسات بحثية، حيث كان دوره محورياً في تطوير الدراسات المتعلقة بإدارة المخاطر الطبيعية والحد من الأضرار الناتجة عن الكوارث البيئية.

ربط العلم بالدين: فلسفة دكتور زغلول النجار

يُعتبر من أبرز علماء الدين والعلوم معاً، فقد جمع د. زغلول النجار بين العلم الحديث والإسلام، حيث قدم العديد من المحاضرات والكتب التي تربط بين الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ونتائج الدراسات العلمية في مجالات مثل الجيولوجيا، علم الفضاء، علم الأحياء، والطب.

وقد عرف بأسلوبه المتميز في شرح كيف أن النصوص القرآنية لم تقتصر على الإيمان فقط، بل تحتوي على إشارات علمية دقيقة تتوافق مع اكتشافات العصر الحديث. هذه الطريقة أكسبته جمهوراً واسعاً من المتابعين من مختلف الأعمار والخلفيات العلمية.

مؤلفاته العلمية والثقافية

ألف د. زغلول النجار عدداً كبيراً من الكتب التي تناولت مواضيع علمية مختلفة، منها كتب عن الجيولوجيا والبيئة، وكتب أخرى تناولت موضوعات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مما جعله مرجعاً أساسياً في هذا المجال.

من أبرز مؤلفاته:

• “الجيولوجيا بين العلم والدين”: كتاب تناول فيه أساسيات علم الأرض مع توضيح العلاقة بين هذه العلوم والنصوص الإسلامية.

• “الإعجاز العلمي في القرآن”: سلسلة كتب تناول فيها الأدلة العلمية في القرآن الكريم.

• “المخاطر الطبيعية وإدارة الكوارث”: تناول فيها كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية وتأثيرها على المجتمعات.

تُستخدم مؤلفات د. زغلول النجار كمراجع أكاديمية في بعض الجامعات العربية، كما ساهمت في رفع مستوى الوعي العلمي والديني لدى كثير من القراء.

نشاطاته العلمية والإعلامية

عمل د. زغلول النجار كمحاضر في العديد من الجامعات والمؤتمرات العلمية داخل مصر وخارجها، وشارك في العديد من الندوات الدولية التي تناقش قضايا البيئة والطبيعة وعلم الأرض.

كما كان له حضور بارز في الإعلام العربي من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية، حيث قدم سلسلة محاضرات توعوية وعلمية، وكان صاحب برنامج توعوي كبير تناول فيه مواضيع علمية بطرح مبسط، مما جعل العلوم الأرضية مفهومة للجمهور العادي.

أثره العلمي والاجتماعي

لم يقتصر تأثير د. زغلول النجار على الجانب العلمي فقط، بل امتد ليشمل الجانب الثقافي والاجتماعي، فقد ساهم في نشر ثقافة العلم والإيمان في المجتمعات العربية، معززاً فكرة أن العلم والدين متكاملان لا يتعارضان.

كما كان ناشطاً في مجال توعية الشباب بأهمية العلم والتقنية، مشجعاً على البحث العلمي والابتكار. وقد أسهمت جهوده في تكوين جيل من الباحثين والعلماء العرب المهتمين بمجالات العلوم الطبيعية.

جدول يوضح بعض إنجازات د. زغلول النجار العلمية والثقافية

الخاتمة العلمية

يمثل دكتور زغلول النجار نموذجاً فريداً للعلماء العرب الذين تمكنوا من الجمع بين البحث العلمي والدعوة الدينية، مما أضاف قيمة كبيرة في بناء جسور الفهم بين المعرفة الدينية والعلمية. جهوده المتواصلة في مجالات الجيولوجيا والإعجاز العلمي رسخت مكانته كأحد أهم الشخصيات العلمية في العالم العربي والإسلامي.

من خلال أبحاثه، محاضراته، وكتبه، يستمر د. زغلول النجار في إلهام الأجيال وتحفيزهم على حب العلم والمعرفة، مؤكداً أن التقدم العلمي لا يتناقض مع الثوابت الدينية بل يمكن أن يكون نبعاً للإيمان والمعرفة الراقية.